يعد البصر من أهم الحواس عند الإنسان، ولكن لا يتمتع الجميع برؤية مثالية. يؤثر ضعف البصر على ملايين الأشخاص على مستوى العالم، مما يؤثر على جودة حياتهم. ولحسن الحظ فإن أبحاث طب العيون تخطو خطوات كبيرة في تحسين الرؤية وتقديم حلول مبتكرة لمن يعانون من مشاكل في الرؤية. لقد ظهر إجراءان بارزان، زرع القرنية، وزرع الغشاء الأمنيوسي، كاختراقات مهمة في استعادة الرؤية.
عمليات زراعة القرنية لاستعادة الرؤية
تقع القرنية في الجزء الأمامي من العين، وهي عبارة عن سطح شفاف على شكل قبة يلعب دورًا حاسمًا في تركيز الضوء الذي يدخل العين. يمكن أن يؤدي تلف أو مرض القرنية إلى مشاكل بصرية مثل الحساسية للضوء، وعدم وضوح الرؤية، وحتى العمى. الهدف من عملية زرع القرنية هو استبدال القرنية المريضة أو التالفة بقرنية سليمة من متبرع. من خلال هذا الإجراء، يمكن استعادة وظيفة العين، تقليل الألم، الى جانب تحسين الرؤية. عادةً ما يتم إجراء ترقيع القرنية في الحالات التي لم يتم فيها تحسين الرؤية باستخدام الأدوية أو العدسات اللاصقة.
تنقسم إجراءات زراعة القرنية إلى ثلاث فئات:
رأب القرنية
هو إجراء زراعة القرنية القياسي الذي يتم فيه استخدام قرنية متبرع بها سليمة لتحل محل القرنية المريضة أو التالفة بأكملها. يتم استخدام الغرز لتثبيت قرنية المتبرع في مكانها، وقد يستغرق الأمر عدة أشهر حتى تشفى تمامًا.
عملية ديسميت لتقشير القرنية البطانية
يستخدم هذا الإجراء لعلاج مرض بطانة القرنية وهو أقل تدخلاً من عملية رأب القرنية . يتم استبدال البطانة فقط، وهي الطبقة الأعمق للقرنية، بطبقة رقيقة من أنسجة المتبرع خلال هذا الإجراء. باستخدام فقاعة هوائية، يتم لصق الأنسجة المانحة على ظهر قرنية المريض، مما يترك قرنية المريض الطبيعية سليمة.
رأب القرنية البطانية الغشائية لديسميه
يعتبر هذا الإجراء الأكثر تقدمًا في جراحات زرع القرنية. حيث يقوم الاطباء بزراعة بطانة المتبرع وغشاء ديسميه فقط بدلاً من طبقة رقيقة من أنسجة المتبرع. بمقارنة هذا الإجراء بالنوعين الآخرين من جراحة زرع القرنية، هناك مخاطر أقل وفترة تعافي أسرع.
فحص إجراءات زرع الغشاء الأمنيوسي لاستعادة الرؤية
لقد برزت إجراءات زرع الغشاء الأمنيوسي كوسيلة واعدة لاستعادة الرؤية، حيث تقدم بديلاً لإجراءات زرع القرنية. تتضمن هذه التقنية المبتكرة زرع الغشاء الأمنيوسي، الذي تم الحصول عليه من الطبقة الداخلية للمشيمة، على سطح العين لتسهيل الشفاء والتجديد. يمتلك هذا الغشاء خصائص فريدة تجعله مادة مثالية لزرع. الى جانب ذلك له تأثيرات مضادة للالتهابات والندبات، ويعزز التئام جروح القرنية.
بالإضافة إلى ذلك، فإنه يوفر دعامة طبيعية لهجرة الخلايا وانتشارها مع تقليل الانزعاج ومضاعفات ما بعد الجراحة. أظهرت الدراسات أن زرع الغشاء الأمنيوسي يمكن أن يعالج بشكل فعال العديد من اضطرابات سطح العين مثل الحروق الكيميائية والعيوب الظهارية المستمرة وتقرحات القرنية. علاوة على ذلك، فإن التطورات الحديثة في الحفاظ على الأغشية السلوية وإعدادها عززت إمكاناتها العلاجية.
تتمثل الحالات التي تتطلب زراعة الغشاء الأمنيوسي في ما يلي:
- جروح على القرنية.
- الحروق الناجمة عن المواد الكيميائية.
- - بعض حالات التهابات وتقرحات القرنية التي لا تستجيب للعلاج الطبي التقليدي.
- حالات ذوبان وتمزق أنسجة القرنية.
- الالتصاقات والعدوى في الغشاء المخاطي
- معالجة المجالات الجراحية مثل استئصال الظفرة أو بعض الأورام واسعة النطاق.
زراعة القرنية مقابل زرع الغشاء الأمنيوسي: الأبحاث المستقبلية في تركيا
شهد مجال استعادة الرؤية تطورات كبيرة في السنوات الأخيرة، مع ظهور إجراءات زراعة القرنية والغشاء الأمنيوسي كخيارات واعدة. كل من زرع القرنية وزرع الغشاء الأمنيوسي لهما تطبيقاتهما وفوائدهما الفريدة في استعادة الرؤية.
لطالما كانت عمليات زرع القرنية هي المعيار الذهبي لعلاج أمراض وإصابات القرنية. يتضمن هذا الإجراء استبدال القرنية المتضررة بقرنية سليمة من متبرع، مما يؤدي إلى تحسين الرؤية وتقليل المضاعفات. من ناحية أخرى، اكتسبت عمليات زرع الغشاء الأمنيوسي الاهتمام بسبب خصائصها الفريدة.
وبالنظر إلى المستقبل، تهدف الأبحاث الجارية في تركيا إلى تحسين هذه الإجراءات وتحسين النتائج وتوسيع نطاق تطبيقها. يواصل العلماء والمهنيون الطبيون في تركيا استكشاف التقنيات المبتكرة، مثل هندسة الأنسجة والطب التجديدي، لتطوير قرنيات صناعية وتعزيز الإمكانات العلاجية لزراعة الغشاء الأمنيوسي
