اصابة الدماغ الرضحية: احذر الأعراض المتأخرة!

ما هي إصابة الرأس؟

تشير إصابة الدماغ الرضحية إلى الصدمة التي تحدث عندما يتعرض الرأس لحادث أو هزة عنيفة حيث يمكن أن تؤدي الإصابة إلى عدة اضطرابات بمستويات مختلفة من الشدة. يمكن تصنيف إصابة الجمجمة من خفيفة إلى شديدة والتي تتطلب إما دخول المستشفى أو اللجوء إلى الإنعاش في الحالات المتقدمة. تختلف الأعراض حسب نوع الصدمة حيث تظهر العلامات الأولية الأكثر شيوعًا على شكل صداع أو دوار. ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن العديد من الأعراض قد تتأخر في الظهور. يمكن أن يستغرق الأمر أسابيع أوعدة أشهر بعد الصدمة كي تظهر.

الأعراض المتأخرة لإصابة الدماغ الرضحية

إلى جانب الأعراض المبكرة لصدمات الرأس، مثل التهاب السحايا المنتشر (المنجر عن النزف والورم الدموي تحت الجافية)، من الممكن حدوث الأعراض المتأخرة. تعتمد هذه الأعراض على نوع الارتجاج المتعرض له : خفيف أو متوسط ​​أو شديد. يتم تصنيف أهم الأعراض على النحو التالي:

صعوبة  في التركيز ومشاكل الذاكرة

من المحتمل أن يعاني الأشخاص الذين تعرضوا إلى إصابات في الرأس من مشاكل في الذاكرة والتركيز على المدى الطويل. قد يواجه معظم الناس صعوبة في تذكر الأشخاص أو الأحداث التي جرت  من وقت قصير. كما لن يكون بإمكان اآخرين التركيز على الأشياء لفترة طويلة.

التعب المستمر 

بعد صدمة عنيفة على مستوى الرأس، بين الدماغ والجمجمة، قد يعاني الشخص المصاب من التعب المتواصل. يمكن أن يؤثر هذا الأخير على وتيرة حياته وكذلك قدرته على العمل أو المشاركة في الأنشطة المختلفة.

الإحساس بالنعاس

يمكن أن تحدث هذه الظاهرة على المدى الطويل فبعد قضاء فترة نوم مثالية يشعر المصاب أنه لا يزال بحاجة ماسة للنوم و ذلك بسبب اضطراب في إيقاع الساعة البيولوجية  للجسم ما يؤدي بدوره إلى عدم انتظام إيقاع النوم والاستيقاظ.

الأعراض المتأخرة

يمكن أن تتمثل الأعراض  المرصودة اثر الارتجاج في التهاب على مستوى السحايا بسبب الرضح. يسبب هذا المرض تدهورا في الحالة العصبية  و يترتب عليه انتشار عدوى في السائل المتواجد بين السحايا. يمكن أن يظهر أيضًا على شكل خراج في الدماغ أو ورم دموي متأخر.

مشاكل بصرية

 يمكن للاضطرابات البصرية أن تظهر  بعد عدة سنوات من الرضوض القحفية و التي يتم تمييزها من خلال فقدان البصر أو تراجع في إمكانية الرؤية. قد يعاني الشخص المصاب أيضًا من عمى مفاجئ أو انحراف النظر (صعوبة في إدراك الأشياء) أو صعوبات في التنسيق بين العينين. اثر حدوث ورم دموي تحت الجافية، من المحتمل جدًا حدوث شلل في العين.

اضطرابات المِزَاج

تتمثل الاضطرابات النفسية ما بعد الصدمة في الاضطراب النفسي المصاحب بالشعور بالإجهاد أو تغيرات المِزَاج مثل القلق والعدوانية والاكتئاب في مرحلة أكثر تقدمًا. هذه الاضطرابات المزاجية ناتجة أساسا عن تلف في الدماغ.

الصداع المزمن

يمكن أن يصبح الصداع مزمنًا بسبب الارتجاج بالذي وقع التعرض له. يمكن أن تكون  إصابة الرأس خفيفة أو شديدة حيث يصاحبها قيء وغثيان.

أعراض أخرى

ضمن العلامات الأخرى الشائعة عند الأشخاص المصابين بصدمات الرأس، نذكر:

• التقيؤ
• الدوار والصداع
• اضطرابات النوم
• غثيان
• اضطرابات الوعي
• التشنج (الانقباض العنيف للعضلات مثل الصرع)
• الحساسية المفرطة للضوء والصوت

معالجة الارتجاج الدماغي

يعتمد علاج رضوض الرأس على مستوى الخطورة وقد يشمل إما المراقبة و العناية الطبية (عن طريق الأدوية) أو الجراحة (تخصص طب الأعصاب).

في حالة إصابة الدماغ الخفيفة

الإشراف الطبي (لمدة 48 ساعة على الأقل بعد التعرض للصدمة) ضروري لمنع حدوث مضاعفات مثل ظهور الأورام الدموية.يمكن أن يساهم تناول المسكنات ومضادات القيء  في تخفيف الأعراض المتأخرة مثل الدوار والقيء المتكرر. يُمنع تمامًا تناول الكحول أو استخدام الشاشة لمنع تعكر الحالة الصحية للمريض.

في حالة إصابات الرأس الشديدة

جراحة المخ والأعصاب تعد حلا استعجاليا في حالة التعرض لصدمة خطيرة في الرأس، على وجه التحديد أثناء حدوث نزيف دماغي أو أثناء فقدان الوعي. في هذه الحالة، قد يطلب الجراح وضع مجازة بطينية خارجية (DEV) مع احتمال الانتقال إلى الإنعاش إذا لزم الأمر. يوصى بنقل المريض الذي يعاني من أعراض خطيرة إلى مراكز إعادة التأهيل لمساعدته على التغلب على الاضطرابات الحسية والادراكية الناتجة عن الصدمة.