يعاني آلاف الأشخاص من التهاب المفاصل، وهو النوع الأكثر شيوعًا للأمراض التي تصيب المفاصل في العالم، ما جعل علاجه تحديًا للعديد من الجراحين على مدى سنوات عديدة. لهذا السبب لا تكف العلاجات الثورية لأمراض المفاصل، التي تعتمد على تجديد الغضروف، على التطور المستمر. حيث يسعى الأطباء إلى تقديم الخيار الأفضل لأولئك الذين يأملون في تخفيف آلام المفاصل والتغلب على محدودية الحركة.
ما هو مرض التهاب المفاصل؟
غالبًا ما يشار إلى التهاب المفاصل أو ما يسمى بالفصام العظمي على أنه مرض مزمن يستهدف اليدين، الوركين والركبتين. يتسبب هذا المرض في التدهور التدريجي للغضروف المفصلي، الذي يعمل بمثابة ممتص للصدمات بين أطراف العظام في المفصل. ويؤدي تدميره إلى الاتصال المباشر بينهما، مما ينتج عنه ألم وانزعاج كبيران.
يظهر التهاب المفاصل عمومًا خلال سن الأربعين أوالخمسين الا أن الرجال يكونون أكثر عرضة للإصابة به قبل سن الأربعين و ذلك اثر التعرض إلى صدمة أو تشوه.
من بين العوامل الأخرى المؤدية إلى المس من صحة الغضروف، نجد الوراثة، السمنة والإفراط في استخدام المفاصل و الذي يمكن أن يؤدي بدوره إلى اهتراء الغضاريف و الإصابة بمرض التهاب المفاصل التنكسي المزمن. يوصى بعلاج هذا الالتهاب عن طريق تناول الأدوية أو الخضوع إلى حصص العلاج الطبيعي وتغيير نمط الحياة و تحسينه قصد تخفيف الأعراض. كما يوصي أخصائيو الصحة بدورهم بممارسة التمارين الرياضية بانتظام وإدارة الوزن بشكل جيد لتخفيف الانزعاج والحفاظ على سلاسة حركة المفاصل.
ما الذي يسبب تورم المفاصل التنكسي؟
يمكن لعدة عوامل أن تتسبب في الإصابة بالتهاب المفاصل التنكسي حيث يعتبر النقرس أحد المسببات المعروفة المصدر و التي تظهر اثر زيادة حمض اليوريك في الجسم. ومع ذلك، فإن السبب الرئيسي للأنواع الأخرى من التهاب المفاصل لا يزال مجهولًا.
يمكن أن تعاني من التهاب المفاصل إذا:
- كان لديك تاريخ عائلي للإصابة بهذا المرض.
- كنت تمارس الرياضة أو لديك وظيفة تستدعي الاستعمال و الضغط المتكرر على مفاصلك.
- كنت مصابًا ببعض أنواع العدوى الفيروسية أو أمراض المناعة الذاتية.
العلاجات التقليدية لألم المفاصل
لقد تم اللجوء إلى علاجات مختلفة على مدى فترات طويلة لتخفيف الألم المرتبط بالفصام العظمي. إذ غالبا ما تشمل العلاجات التقليدية وصف الأسيتامينوفين، المسكنات وخافضات الحرارة (مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية). إلا أنه في الحالات المتقدمة، قد يصف الأطباء المواد الأفيونية مثل المورفين والترامادول. و لسوء الحظ يمكن أن تتسبب هذه المحاليل في العديد من الآثار الجانبية، مثل الإدمان، الدوار، والقلق، وما إلى ذلك. من ناحية أخرى، يوصى بالخضوع إلى أنواع أخرى من العلاجات التقليدية مثل العلاج الطبيعي، الوخز بالإبر والعلاج بالمياه المعدنية للحفاظ على مرونة المفاصل.
يمكن لهذه الأنواع المختلفة من العلاجات أن تخفف من أعراض التهاب المفاصل العظمي، لكن تأثيرها يظل محدودًا. إلا أنه ولحسن الحظ، قد تم اختراع تقنيات جديدة لمعالجة السبب الكامن وراء تلف و تآكل الغضروف خلال العقود الأخيرة.
أحدث علاجات تآكل الغضروف المفصلي في تركيا
لتسهيل العمليات الأكثر دِقَّة في جراحة العظام، تعتمد العلاجات الثورية على تقنيات متطورة لتجديد الغضروف و ذلك للتمكن من الإصلاح العميق للالتهاب. يجدر بنا الإشارة إلى أنه من الضروري طلب العلاج في أقرب وقت ممكن إذا كانت لديك مؤشرات أو أعراض لالتهاب المفاصل العظمي. فالإسراع إلى استشارة الطبيب المختص يزيد بدوره من فعالية العلاج قبل وصول المرض إلى مرحلة متقدمة.
حقن حمض الهيالورونيك عبر التسريب
يهدف السائل الزليلي، المعروف أيضًا باسم حمض الهيالورونيك، إلى تقليل آلام المفاصل. حيث يحسن الحالة الوظيفية للمفاصل المصابة بالالتهاب خاصة على مستوى الركبة والورك.
تتضمن هذه التقنية حقن حمض الهيالورونيك، وهي مادة ينتجها الجسم، و يقع تسريبه عبر الأنسجة المحيطة بالغضروف فتساعد بذلك على تليين المفاصل. ولتحقيق ذلك، يستخدم الأطباء نظام التوجيه بالموجات فوق الصوتية للتأكد من وصول الدواء إلى المنطقة المستهدفة.
الطب التجديدي
يلعب الطب التجديدي أيضًا دورًا هاما في علاج التهاب لمفاصل، باستخدام مجموعة متنوعة من التقنيات بما في ذلك حقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية (PRP) والعلاج بالخلايا. و قد تم اثبات فعالية كلا العلاجين من خلال دورهما في تجديد الأنسجة الداخلية.
تقنية حقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية (PRP)
تستخدم تقنية الصفائح الدموية التي تحتوي على بروتينات قوية تعزز نمو الأنسجة في المنطقة المتورمة. تساعد هذه المكونات المستخرجة من دَم المريض نفسه على شفاء تلف الغضروف و تجديد الخلايا المحيطة به و ذلك لاحتوائها على عوامل النمو التي تستهدف بشكل أساسي مستقبلات الأنسجة.
العلاج بالخلايا الجذعية الوسيطة (MSC)
يمكن استخدام الخلايا الجذعية التي تسمى بالخلايا الوسيطة من خلال حقنها في الجسم لتحويلها إلى أي نوع يحتاج إليه العضو المتورم. بهذه الطريقة، يمكن للأطباء تعزيز شفاء وتجديد أنسجة الغضاريف التالفة عن طريق عزل الخلايا الجذعية من أي نسيج وحقنها في المنطقة المتضررة.
الجراحة الروبوتية
تعدّ الجراحة بمساعدة الروبوت أحدث التقنيات التكنولوجية التي تم تطويرها من قبل الأطباء الباحثين في مجال أمراض العظام. و تعتمد بصفة أساسية على الطباعة الحيوية ثلاثية الأبعاد لإنتاج غرسات غضروفية مخصصة لمرضى التهاب المفاصل. لدِّقَّة أعلى، يتم تسهيل هذه الجراحة بواسطة أذرع آلية بهدف إجراء شقوق صغيرة نسبا مقارنة بالجراحة التقليدية. تمكن بذلك الجراحة الروبوتية من تصميم الغرسات المصنوعة من الأحبار الحيوية بصفة دقيقة لتتناسب مع التشريح المفصلي الخاص بكل مريض. على الرغم من أن الطباعة الحيوية ثلاثية الأبعاد بمساعدة الروبوتات لا تزال في مهدها، إلا أنها تحمل وعدًا كبيرًا بتوفير حلول فردية وعملية لعلاج هشاشة العظام.